صحيح أن الارقام والأمور المقاسة مهمة جداً في إدارة أي منظومة وتطوير أدائها ، وهذا يتضمن المدخلات والعمليات والمخرجات والحصائل، وهناك إجماع كبير على مبدأ " إن لم تستطع قياسه فلن تستطيع إدارته أو تحسينه"، ولكن هل هذا هو مهم بحد ذاته و بشكل مجرد؟ التركيز على الأرقام قد يخدعنا للوهلة الأولى وخصوصاً عندما تعرض الأرقام والرسوم البيانية في تقارير ملونة ضخمة ومطبوعة على أوراق فخمة، أو يتم عرضها على الحائط في شرائح أو بوسترات جميلة متناسقة تعرض في اجتماعات ولقاءات لتثير إعجاب الحاضرين. أحيانا كثيرة إذا تفكرنا في هذه الأرقام من خلال نظرة ناقدة تنطلق من مفهوم الصورة الكبرى لنتعرف على مغزى ما يتم قياسه وإن كان يخدم أهداف استراتيجية ضمن النظام المتكامل أم لا؟ و هل تعكس جودة العمل أم أنها كميات كبيرة من الأعمال تظهر حجم عمل المؤسسة وتفسر مصاريفها ؟ وماذا عن حجم العمل مقارنة بالإمكانيات المتوفرة؟ هذه أسئلة ضرورية لفلترة ألوان الأرقام البراقة. فمثلاً تقوم دائرة المحاسبة بمعالجة مئات المعاملات لكنهم لم يخبروك أنهم جيش من الموظفين، ناهيك عن نسبة الأخطاء الكبيرة فيها، أو دورات تدريبية