نحب عادة أن نضع أهداف ذكية ومؤشرات أداء قابلة للقياس في بداية كل عام، فكما يقول علماء الادارة "اذا كنت لا تستطيع قياسه فلن تستطيع إدارته وتحسينه"، وهذا ينطبق على المستوى الشخصي كما ينطبق على المستوى المؤسسي. لكن ذلك قد يجعلنا نركز على مقاييس مادية سهلة القياس بشكل مباشر مثل ترقية، منصب جديد، سيارة جديدة، رحلة سياحية بعيدة، ... الخ، فتصبح هذه همنا في الحياة كلها وننسى الأهم دون أن ندري! ليس بسبب عدم الرغبة في ذلك لكن ربما بسبب صعوبة قياسه، وعادة لا تقودنا المؤشرات الشخصية سهلة القياس إلى الأهداف الحقيقية في الحياة. تخيلوا مثلاً كيف يمكن أن نضع مؤشرات للتقوى والسعادة والرضى والسكينة والطمأنينة والحب والمودة والرفق والصدق والأمانة وتماسك العائلة واحترام الآخرين ! ولأن قياسها أصعب نلجأ للمؤشرات المادية سهلة القياس والمقارنة بالآخرين. ومع ذلك يجب أن لا تمنعنا صعوبة القياس من إهمالها فهي الأساس، ويجب أن تكون متواجدة بل فوق الأهداف الذكية التقليدية. ولعل أسهل طريقة للتغلب على هذا التحدي هو أن نجدد النية دائماً ونجعلها جزء من حياتنا اليومية، فنذكر أنفسنا في كل موقف أن نختار ما
مقالات قصيرة في مجال الابداع والابتكار - د. حسام عرمان