التخطي إلى المحتوى الرئيسي

اسأل لماذا 5 مرات



اسأل لماذا 5 مرات ؟ هذا هو معنى العنوان ، هي عبارة عن أداة إدارية تستخدم في عدة تطبيقات اهمها إدارة الجودة و الابداع و الابتكار ،  في موضوع الجودة تهدف الى الوصول الى السبب الجذري للمشكلة (root cause) و في الابداع للتوصل الى التحدي الحقيقي (challenge) حسب طريقة IDEO  و كذلك الأمر في طريقة Goldfire. أعتقد أن هذه الأداة على بساطتها يمكن استخدامها في مجالات أخرى غير المذكورة في الأعلى. انها القاعدة الأساسية الفعالة للوصول الى الغاية الحقيقية دون الانشغال بالسطحيات و القضايا الجانبية المحيط بأية مسالة.  إنها الأداة التي يمكن ان تمكنك من فلترة أنشطتك المختلفة القصيرة و الطويلة الأمد ، كما هو الحال في عالم الاعمال.  ففي مجال التخطيط الاستراتيجي يتم وضع الاهداف الاستراتيجية و الاستراتيجيات التفصيلية لتحقيقها بناءا على رؤية  تجيب على سؤال لماذا؟

تختلط الامور علينا باستمرار و ننخرط بأعمالنا اليومية بل حتى "الحولية" و بعض الناس "العمرية" و يفطنوا عند المحطات الاخيرة في الحياة.

إن اعتماد هذه الاداة يمنحنا إعادة التركيز و التأكد من المسار قبل الإقلاع و العمل على حلول لأعراض المشاكل أو العمل على منتجات/خدمات لا تحقق الرغبة الحقيقية للزبون. بالنسبة للرقم 5 فهو بناءً على تجارب ، فقد وجد انه عادة يتم الوصول الى السبب الحقيقي من خلال سؤال لماذا  5 مرات متتالية مستفسرا عن الاجابة بسؤال. لكن لا يهم زاد ام نقص. انصح ان تعتمد هذه الأداة كعادة ، اسأل لماذا قبل البدء باي عمل او مشروع بل حتى محاضرة ، مداخلة ، أو حين الاستماع لأية موضوع وستجد حجم الإثارة في كل مرة و سيسهل عليك النجاح لاحقا فيما انتهيت اليه عندما تجيب عن ماذا ؟ و كيف؟

هناك الكثير من الشركات التي تشبعنا بنماذج وردية و كلمات رنانة تعبر عن ال"لماذا؟" لهم ، لكنها في الحقيقة لا تعبر عنهم و لا ترى ذلك في منتجاتهم/خدماتهم التي لا تترجم ال"لماذا؟" على ارض الواقع و لا يشعر بها الناس حقيقة. 

هذا ينطبق علينا كأشخاص ايضا عندما لا تتناسق ال"لماذا؟" مع ال"ماذا؟" و ال"كيف؟" حيث ترى مصارعة عنيفة بين مبادئنا وغاياتنا مع اهدافنا وأفعالنا. باختصار ال"لماذا؟" يجب ان تدغدغ العواطف متقمصة الوجدان و ليس فقط ما تسمعه الأذنان .    

حسام عرمان 
20/6/2014

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تعلم على راحتك

من فترة جاءت برفيسور لندا هيل من هارفرد الى الكويت وكانت محاضرتها ليلاً ( يعني بدك تترك أولادك وبعد تعب الدوام واللي زي بنام  بدري فيها غلبة  كثير   ، وطبعا لازم تسجل وقصة) ، وكعادتي كتبت ملاحظات للاستفادة والإفادة من خلال مدونتي باقتباس تعليق أو جملة مفيدة أو مصدر مهم! لكني وجدت محاضرة لها على تيد  TED  شبيهة جداً بما قدمته لنا وها أنا أنشره لكم للفائدة ( هنا ) لأنها كانت محاضرة مميزة. رسالتي هنا ، أننا  حقاً محظوظون مقارنة بمن سبقونا ،  فنحن  نشهد وفرة كبيرة من المعلومات التي يمكن الاستفادة منها دون تعب أو سفر ، خصوصاً مع توفر الكثير من المصادر المتاحة دون تكلفة أو تكلفة بسيطة ، من خلال الانترنت سواء القصيرة أو الطويلة الممنهجة مثل  coursera , edx, udemy, Khan Academy, TED talk, HBR , MIT opencourseware    وطبعاً الكتب الالكترونية المتوفرة الآن بطريقة خيالية لا نحتاج إلى سفر (ولا نوصي حد من الجامعة الاردنية وهو نازل على الجسر: كما كنا نفعل أيام الجامعة في آواخر التسعينتات)    ، الآن مباشرة من أمازون كندل ،  أنا شخصياً تعلمت كثيراً ولا أبالغ إن قلت أنني تعلمت ذاتياً أكثر مما

الوقت المناسب لإعادة الهيكلة

رئيس تويوتا السابق يقول بما معناه "الوقت المناسب لإعادة هيكلة الأعمال هو عندما تكون الأمور جيدة "، هذه الفلسفة التي قد تكون غريبة في ظاهرها إلا أنها وراء النجاح الكبير لشركة تويتا التي تظل تطور وتحسن في نفسها على الدوام فلا تركن لنجاحها مهما دام.  قد تصلح هذه الفلسفة على المستوى الشخصي فيجب ألا يركن الإنسان لمهاراته ولياقته الحالية فلا يتحسن ولا يتطور ولا يتعلم فيضمر عقله وينفخ كرشه وتضعف عضلاته ويستسلم للزمان.

التعلم بالعمل

    لا تزال مشكلة الفجوة بين الأكاديميا والعمل مستمرة رغم مبادرات عديدة وورش عمل سخية، فالحلول ترقيعية وليست جذرية. المشكلة عميقة وبحاجة إلى تغيير في فلسفة عميقة تتغلغل في لب العملية التعليمية، حيث يوظف فيها التعليم لتحفيز التعلم، ذلك البركان الهامد الذي يتنظر الإشارات الإيجابية لينطلق وتنفجر طاقاته.  إذن ببساطة نحن بحاجة لكافة الأساليب التعليمية التي من شأنها إثارة ذلك البركان لينطلق وينخرط في الحياة ويتعلم منها ويواجه تحدياتها، فهو منها وسيخرج قريباً إليها فلماذا نحشره بين حيطان مؤسسات تقليدية وكأنه في سجن أو في غربة عنها.       أحد الأساليب وربما أنجعها في هذا المجال هو أسلوب التعلم المبني على المشاريع project-based learning. التعلم من خلال عمل مشاريع أو مهام ميدانية تنتشل الطلبة من مقاعد الدراسة التي تعتمد على حل أسئلة موضوعة ضمن قالب معين لتجيب عن سؤال معين من خلال كتاب معين إلى فضاء حقيقي يكون فيه مركز الحدث وقبطان السفينة، حيث يعطى الطالب الفرصة للتفكير في السؤال نفسه وجذوره وتحديد المعطيات والبحث عن الفرضيات والمعلومات اللازمة لفهم المسألة ومقابلة المعنيين لفهم آراءهم وتقمص وجه