التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من 2017

قراءة الكتاب تحتضر.. فماذا ننتظر؟

أصبح انتقاء الكتب القيِّمة والمفيدة مهماً جداً، خصوصاً أن الوقت المخصص للقراءة أصبح ينحسر ويضيق بسبب تعدد الوسائط المعلوماتية والتصاقها بِنَا، مثل الهاتف الذكي وما يحتويه من تطبيقات، وخصوصاً مواقع التواصل الاجتماعي وما فيها من مقالات وفيديوهات، هذه كلها تقدم بجرعات قصيرة تتناسب مع عصر السرعة والرسائل القصيرة، التي عادة ما تكون أسهل وأكثر جاذبية، فنسبة تركيز الإنسان في تقلص مستمر، وصبره ونفَسه أصبحا قصيرين. ولقد باتت مختلف الجهات تحاول أن تركب هذه الموجة، وتنجذب إلى أماكن تواجد الجماهير، بل أثَّر ذلك على محتوى الطرح، وتفاجأنا بسقوط مدوٍّ لكثير من الجهات العلمية والإعلامية والأشخاص والمشاهير، بحجة اجتذاب أكبر عدد من "اللايكات" والمشاركات، بينما صعد أيضاً كثير من المغمورين الموهوبين الذين منعتهم القنوات الرسمية وحجمت مواهبهم، فحققوا اختراقات بإمكانات بسيطة جداً. صحيح أن الجميع تأثر بهذه التغيرات، لكن يبدو أن هذا التحدي كان أثره الأكبر على منطقتنا العربية، فحصّة الكتاب والقراءة من أوقاتنا كانت معدومة أصلاً، مقارنة بالدول الغربية، فكيف الحال الْيَوْمَ وقد ذاب الجَلَد والإصرار على

كيف نتعامل بذكاء مع الهاتف الذكي؟

لتطور التكنولوجي في المجالات التي لها علاقة بالمستهلك بشكل مباشر يكون لها أثر كبير في تغيير سلوك وعادات الناس، وتسارع التطور التكنولوجي بات يشكل تحدياً للجميع في كيفية التعامل مع تأثيراته. الهاتف الذكي هو أحد هذه المنتجات التكنولوجية التي تمكنت من السيطرة بشكل استثنائي و"ذكي" على حياة الناس في هذه الأيام، فأصبح الواحد لا يدري ما يفعل بيديه إذا لم يكن الهاتف الذكي في يديه. ولعل السبب في انتشاره الرهيب هو عدد التطبيقات الكبيرة التي تتعلق بكل شيء في حياتنا، ولعل أهمها طبعاً مواقع التواصل الاجتماعي. حُقَّ له أن يسمى ذكياً فقد حصدت صناعته بلايين الدولارات، وأصبح قادراً على اقتحام المكان علينا في أي زمان، وقد يصرف انتباهنا عمّن هم حولنا بسهولة، فلقد عرف مطوروه من أين تؤكل الكتف، فانحنت له الرقاب دقائق وساعات، وداخت وتاهت بالبعض في عالم افتراضي مليء بالتسليات مع الأصدقاء لساعات أو في المزارع السعيدة وحلاوة الكاندي كراش وغيرها وقد يكون ذلك على حساب الأهل والأبناء الذين انتقلوا بدورهم بسرعة إلى ذلك العالم. لم يكن لمواقع التواصل الاجتماعي القدرة على اختراق حياتنا كما هو حاصل

كوريا الجنوبية.. تكنولوجيا النجاح ونجاح التكنولوجيا

انظر من حولك وستشاهد شاشة تلفاز أو كمبيوتر أو ثلاجة أو موبايل أو اخرج إلى الشارع وسترى سيارة أو انظر إلى البحر وسترى سفناً عملاقة، كلها منتجات تمكنت كوريا الجنوبية من صناعتها، هذه الدولة الصغيرة التي زُرناها الشهر الماضي ضمن برنامج علمي استمر لعشرة أيام، تعلمنا فيها كثيراً عن التجربة الكورية المميزة التي وصفت بالمعجزة، وقد كنت معجباً بها كما التجربة السنغافورية والماليزية، وقد قرأت كثيراً من التقارير الدولية والمقالات العلمية، إلا أن الزيارة الميدانية والحديث مع الخبراء والناس بشكل مباشر هناك عرّفني أكثر وألهمني أن أكتب وأدوّن بعض الدروس التي يمكن الاستفادة منها في عالمنا العربي، وكما يقول المثل الفلسطيني "الحكي مش زي الشوف"، وبدأت الحكاية الكورية معي والطائرة تقترب من الهبوط، وأنا أتأمل في السفن تذهب وتجيء وكأن ميناءها خلية نحل تدل على حجم الاستيراد والتصدير والاستثمار والتوفير بالعين المجردة ودون الذهاب إلى تقارير البنك الدولي. كوريا تم احتلالها من قِبل اليابان لمدة 35 سنة، كانت سنوات عجافاً هزت أركان المجتمع، فحتى اللغة الكورية تم استبدالها باليابانية بالإكراه، وبعد ال

ماذا تخبئ لنا تكنولوجيا الواقع الافتراضي؟

كنت قد كتبت في مدونتي سابقاً عن موضوع  إدارة التكنولوجيا  في حياتنا اليومية،  وبالتحديد إثر اندماج الهاتف الذكي وتطبيقات الإنترنت والإيميل، وخصوصاً مواقع التواصل الاجتماعي؛ حيث أصبح هذان الصغيران الآن عملاقين من حيث المال والانتشار، وها هما يقتحمان علينا المكان في أي زمان وقد يديرانه كما يشاءان وبنا يتحكمان، ورغم أنهما قربا البعيد وسرعا البطيء ونبشا الماضي وكبّرا الصغير، فإنهما أهملا الكبير ولأجلهما انحنت الرقاب دقائق وساعات، وداخت وتاهت بالبعض في عالم افتراضي مليء بالتسليات مع الأصدقاء لساعات أو في المزارع السعيدة وحلاوة الكاندي كرش وغيرها وأحياناً على حساب الأهل والأولاد. ذكرت حينها أن "الاستخدام" هو الكلمة المفصلية كما هو الحال في التعامل مع أية تكنولوجيا وإدارة أثرها على أنفسنا كمستخدمين. الموجة التكنولوجية القادمة هي تكنولوجيا الواقع الافتراضي Virtual Reality )VR) التي لا تعتبر حديثة رغم أنها بدأت قوية وتطورت بشكل متسارع وكان الجميع يتوقع لها تبعات راديكالية في عدة مناحٍ، لكنها خبت لفترة وانحصر أثرها في الألعاب والتسلية بالإضافة إلى التدريب على المخاطر أو قيادة القطار

الحريةُ منصةٌ للإبداع‎

الحرية منصة مهمة وحجر أساس رئيسي لبناء مجتمع قادر على الإبداع، فتوفير بيئة "صحية" بحيث يشعر الناس بالأمان في بيوتهم وأعمالهم، وبالتالي يطلق لهم العنان للتعبيرعن مكنوناتهم الإبداعية بأريحية، فتتألق الأفكار والآراء ضمن الدوائر الاجتماعية الصغيرة و الكبيرة، بل يتجاوزها إلى العالمية من خلال توفر الفضاء الأكبر، ضمن مواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت، حيث مكنتنا التكنولوجيا جميعاً من التعبير عن آراءنا، و خلق محتوى يمكن أن يساهم ولو بشكل بسيط في محيطنا، رغم أن هناك من يسيئ استخدامه من كثر استخدامه في غير مكانه، و أحيانا يتبجح تحت مظلة الحرية في أسوء صورها فتجده يتجنى و يجرح متحمسا بحق أو بباطل فيكفر و ينفر، وقد يسب و يقذف من اختلف معه في رأيه او رأي مذهبه أو ملته. الحرية كمبدأ تم مأسسته ليصبح جزء من المعادلة التي نقلت أوروبا من أعماق الظلمات إلى النور، والانفتاح في الأفكار والإبتكار، وبالتالي التقدم في الاقتصاد والصناعة والزراعة والأدب والرياضة، رغم أنها جلبت معها بعض المصائب حيث الحدود بلا حدود أحياناً، و الذي يمكن تجنبه في بلادنا العربية من خلال الاستناد إلى ما تبقى من ثقا