التخطي إلى المحتوى الرئيسي

ما زال خير جليس وأكثر




عندما تدخل مواقع التواصل الاجتماعي تسعد برؤية الأصدقاء وأطفالهم، وأجمل شيء عندي مشاهدة صور الأطفال يستمتعون في الخارج مع عائلاتهم وشجر الزيتون. وفيه فرصة لتحية الآخرين من خلال التهاني والتبريكات أو المواساة والتعزيات. لكن في نفس الوقت تشعر وكأنك دخلت سوقاً مزدحماً بالمقالات والحكايات الطويلة والقصيرة وكل ينادي على بضاعته سبونسر (مدفوع) أو بوست مجاني! وتدخل وتقرأ مقالاً تقنياً أو سياسياً أو ثقافياً وتؤجل العشرات أو المئات إلى يوم ما (لو مش مصدقني بص حضرتك على saved) ! وتحاول مجاراتهم وسرعة أخبارهم لكنك ترهق وتشعر بضغط كبير أنك لم تحط بكل شيء سواء في العلوم أو التكنولوجيا أو  الأعمال، وتتعب عيناك وخصوصاً اذا كنت من جماعة الموبايل والتطبيقات.

على النقيض الآخر وعندما تجلس لتقرأ في كتاب سواء ورقي أو كندليّ، فإنك تجلس بهدوء وسط عاصفة من الأفكار تستمع فيها وربما تحاور الفلاسفة والعلماء والكتاب والرياضيين والمؤرخين العرب والعجم وتمشي معهم وتشعر بمشاعرهم وتتعلم من آراءهم وتوصياتهم وتتفق معهم حيناً وتختلف حيناً آخر. 

يرتاح ضميرك وعقلك وقلبك وأنت منشغل عن الدنيا مع صديق جاءك من مكان بعيد ليقص عليك ما تعلمه سنوات، وبهدوء تتحكم أنت في تسارعه وتندمج معه وتنسى من حولك وتحفزهم أن يقرأوا مثلك لما يشاهدوا عملياً متعة الانغماس والسكينة

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تعلم على راحتك

من فترة جاءت برفيسور لندا هيل من هارفرد الى الكويت وكانت محاضرتها ليلاً ( يعني بدك تترك أولادك وبعد تعب الدوام واللي زي بنام  بدري فيها غلبة  كثير   ، وطبعا لازم تسجل وقصة) ، وكعادتي كتبت ملاحظات للاستفادة والإفادة من خلال مدونتي باقتباس تعليق أو جملة مفيدة أو مصدر مهم! لكني وجدت محاضرة لها على تيد  TED  شبيهة جداً بما قدمته لنا وها أنا أنشره لكم للفائدة ( هنا ) لأنها كانت محاضرة مميزة. رسالتي هنا ، أننا  حقاً محظوظون مقارنة بمن سبقونا ،  فنحن  نشهد وفرة كبيرة من المعلومات التي يمكن الاستفادة منها دون تعب أو سفر ، خصوصاً مع توفر الكثير من المصادر المتاحة دون تكلفة أو تكلفة بسيطة ، من خلال الانترنت سواء القصيرة أو الطويلة الممنهجة مثل  coursera , edx, udemy, Khan Academy, TED talk, HBR , MIT opencourseware    وطبعاً الكتب الالكترونية المتوفرة الآن بطريقة خيالية لا نحتاج إلى سفر (ولا نوصي حد من الجامعة الاردنية وهو نازل على الجسر: كما كنا نفعل أيام الجامعة في آواخر التسعينتات)    ، الآن مباشرة من أمازون كندل ،  أنا شخصياً تعلمت كثيراً ولا أبالغ إن قلت أنني تعلمت ذاتياً أكثر مما

الوقت المناسب لإعادة الهيكلة

رئيس تويوتا السابق يقول بما معناه "الوقت المناسب لإعادة هيكلة الأعمال هو عندما تكون الأمور جيدة "، هذه الفلسفة التي قد تكون غريبة في ظاهرها إلا أنها وراء النجاح الكبير لشركة تويتا التي تظل تطور وتحسن في نفسها على الدوام فلا تركن لنجاحها مهما دام.  قد تصلح هذه الفلسفة على المستوى الشخصي فيجب ألا يركن الإنسان لمهاراته ولياقته الحالية فلا يتحسن ولا يتطور ولا يتعلم فيضمر عقله وينفخ كرشه وتضعف عضلاته ويستسلم للزمان.

التعلم بالعمل

    لا تزال مشكلة الفجوة بين الأكاديميا والعمل مستمرة رغم مبادرات عديدة وورش عمل سخية، فالحلول ترقيعية وليست جذرية. المشكلة عميقة وبحاجة إلى تغيير في فلسفة عميقة تتغلغل في لب العملية التعليمية، حيث يوظف فيها التعليم لتحفيز التعلم، ذلك البركان الهامد الذي يتنظر الإشارات الإيجابية لينطلق وتنفجر طاقاته.  إذن ببساطة نحن بحاجة لكافة الأساليب التعليمية التي من شأنها إثارة ذلك البركان لينطلق وينخرط في الحياة ويتعلم منها ويواجه تحدياتها، فهو منها وسيخرج قريباً إليها فلماذا نحشره بين حيطان مؤسسات تقليدية وكأنه في سجن أو في غربة عنها.       أحد الأساليب وربما أنجعها في هذا المجال هو أسلوب التعلم المبني على المشاريع project-based learning. التعلم من خلال عمل مشاريع أو مهام ميدانية تنتشل الطلبة من مقاعد الدراسة التي تعتمد على حل أسئلة موضوعة ضمن قالب معين لتجيب عن سؤال معين من خلال كتاب معين إلى فضاء حقيقي يكون فيه مركز الحدث وقبطان السفينة، حيث يعطى الطالب الفرصة للتفكير في السؤال نفسه وجذوره وتحديد المعطيات والبحث عن الفرضيات والمعلومات اللازمة لفهم المسألة ومقابلة المعنيين لفهم آراءهم وتقمص وجه