التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الأفكار الإبداعية خير من الكنوز المخفية


 

تعرفت على شاب ألماني بينما كنا على جبل الطاولة في كيب تاون واستذكرنا المناظر الخلابة في فيلم Lord of the Ring ،  وأخبرني أنه ذهب خصيصاً إلى نيوزيلاندا  بسبب هذا الفيلم الذي تم توظيفه لرفد قطاع السياحة بالملايين ، وما زالت نيوزيلاندا تسوق لطبيعتها الخلابة أملاً في زيادة.  

في بروكسل مشروع جميل وفكرته بسيطة لكنها مبدعة وتتوافق مع كون بروكسل عاصمة الاتحاد الأوروبي الإدارية ، قاموا بإنشاء "أوروبا الصغيرة" (انظر الصورة)" Mini- Europe ، وهو يعتبر أحد المواقع السياحية المميزة ، تأملت وأنا هناك أنظر الى مساحة الأرض الصغيرة وأتخيل مجموعة من المبدعين الحريصين على بلادهم يجلسون على طاولة عصف ذهني يفكروا ليصنعوا شيئاً من لا شيء !  

في بريطانيا تجد قلعة صغيرة غرفتين وصالة :)  في قرية بعيدة ، لكن رتبوها ووضعوا بعض الأشياء والنشاطات للصغار ، وحديقة بسيطة لكن تنسيق جميل وأنيق وموقع إلكتروني جذاب وصور اختيرت في أفضل الأوقات يجذبك إلى هناك فتذهب وتدفع وأنت مبسوط :)  

بينما هناك بلاد عربية فيها أماكن سياحية وتاريخية تعود لآلاف السنين لكنها لا تسوق نفسها بشكل فعال ، ولا يتم تطوير نماذج عمل لها لتعظيم العائد المادي وزيادة السياح فيها وذلك باختصار بسبب سوء الإدارة وشح الإبداع أو ربما قمع الإبداع. 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تعلم على راحتك

من فترة جاءت برفيسور لندا هيل من هارفرد الى الكويت وكانت محاضرتها ليلاً ( يعني بدك تترك أولادك وبعد تعب الدوام واللي زي بنام  بدري فيها غلبة  كثير   ، وطبعا لازم تسجل وقصة) ، وكعادتي كتبت ملاحظات للاستفادة والإفادة من خلال مدونتي باقتباس تعليق أو جملة مفيدة أو مصدر مهم! لكني وجدت محاضرة لها على تيد  TED  شبيهة جداً بما قدمته لنا وها أنا أنشره لكم للفائدة ( هنا ) لأنها كانت محاضرة مميزة. رسالتي هنا ، أننا  حقاً محظوظون مقارنة بمن سبقونا ،  فنحن  نشهد وفرة كبيرة من المعلومات التي يمكن الاستفادة منها دون تعب أو سفر ، خصوصاً مع توفر الكثير من المصادر المتاحة دون تكلفة أو تكلفة بسيطة ، من خلال الانترنت سواء القصيرة أو الطويلة الممنهجة مثل  coursera , edx, udemy, Khan Academy, TED talk, HBR , MIT opencourseware    وطبعاً الكتب الالكترونية المتوفرة الآن بطريقة خيالية لا نحتاج إلى سفر (ولا نوصي حد من الجامعة الاردنية وهو نازل على الجسر: كما كنا نفعل أيام الجامعة في آواخر التسعينتات)    ، الآن مباشرة من أمازون كندل ،  أنا شخصياً تعلمت كثيراً ولا أبالغ إن قلت أنني تعلمت ذاتياً أكثر مما

الوقت المناسب لإعادة الهيكلة

رئيس تويوتا السابق يقول بما معناه "الوقت المناسب لإعادة هيكلة الأعمال هو عندما تكون الأمور جيدة "، هذه الفلسفة التي قد تكون غريبة في ظاهرها إلا أنها وراء النجاح الكبير لشركة تويتا التي تظل تطور وتحسن في نفسها على الدوام فلا تركن لنجاحها مهما دام.  قد تصلح هذه الفلسفة على المستوى الشخصي فيجب ألا يركن الإنسان لمهاراته ولياقته الحالية فلا يتحسن ولا يتطور ولا يتعلم فيضمر عقله وينفخ كرشه وتضعف عضلاته ويستسلم للزمان.

التعلم بالعمل

    لا تزال مشكلة الفجوة بين الأكاديميا والعمل مستمرة رغم مبادرات عديدة وورش عمل سخية، فالحلول ترقيعية وليست جذرية. المشكلة عميقة وبحاجة إلى تغيير في فلسفة عميقة تتغلغل في لب العملية التعليمية، حيث يوظف فيها التعليم لتحفيز التعلم، ذلك البركان الهامد الذي يتنظر الإشارات الإيجابية لينطلق وتنفجر طاقاته.  إذن ببساطة نحن بحاجة لكافة الأساليب التعليمية التي من شأنها إثارة ذلك البركان لينطلق وينخرط في الحياة ويتعلم منها ويواجه تحدياتها، فهو منها وسيخرج قريباً إليها فلماذا نحشره بين حيطان مؤسسات تقليدية وكأنه في سجن أو في غربة عنها.       أحد الأساليب وربما أنجعها في هذا المجال هو أسلوب التعلم المبني على المشاريع project-based learning. التعلم من خلال عمل مشاريع أو مهام ميدانية تنتشل الطلبة من مقاعد الدراسة التي تعتمد على حل أسئلة موضوعة ضمن قالب معين لتجيب عن سؤال معين من خلال كتاب معين إلى فضاء حقيقي يكون فيه مركز الحدث وقبطان السفينة، حيث يعطى الطالب الفرصة للتفكير في السؤال نفسه وجذوره وتحديد المعطيات والبحث عن الفرضيات والمعلومات اللازمة لفهم المسألة ومقابلة المعنيين لفهم آراءهم وتقمص وجه