التخطي إلى المحتوى الرئيسي

سايكولوجية اتخاذ القرارات في حياتنا اليومية




موضوع سايكولوجية اتخاذ القرارات في حياتنا اليومية عجيب جداً، الدماغ عالم عجيب ومعقد ويتعامل مع عالم عجيب ومعقد !  كتاب Thinking fast and slow والذي حصل مؤلفه على على جازة نوبل في هذا المجال يعتبر من أهم الكتب التي تتحدث بشكل علمي عن الموضوع. وهناك الكثير من الأمثلة والدراسات المثيرة لمن أراد الاستزادة. اليوم سأتحدث عن دراسة مشهورة تبين الطريقة الغامضة التي يعمل فيها الدماغ وكيف يمكن خداع الانسان دون أن يشعر بطرق عديدة وهي مذكورة في الكتاب. 
حصلت هذه الدراسة في بريطانيا من خلال تجربة بسيطة حيث وضعت صورة عابرة على بوستر قائمة الأسعار في مكان عام او بالتحديد في غرفة استراحة الموظفين
أو ما يسمى  office kitchen room  ، حيث يمكن للشخص استخدام الحليب مثلاً ودفع مقدار ما استهلك و"على الأمانة" في صندوق ما يسمى عادة صندوق الأمانة honesty box 📦 ، وبتغيير البوستر الموجود في الغرفة (انظر الصور) كان هناك فرق كبير في "الأمانة :)" بناءاً على تغيير الصورة فكلما كان هناك صور فيها عيون مثلاً زاد المبلغ ووصل المعدل في حال وجود عيون في الصورة الى ثلاثة أضعاف المبلغ مقارنة مع صور  الورود :) 
ما لفت انتباهي هنا ليس موضوع القرارات والدماغ وتصرفاته الفريدة التي لاتكون منطقية حسب "نظام ١" المذكور في الكتاب وتعتمد على الحدس ، لكن هذا الحدس لا يأتي من فراغ! فإذا كان العقل الباطن العميق محافظاً على الفطرة السليمة والاخلاق الحميدة بسبب التربية الجيدة ، أعتقد أنه لن ينتبه حينها الى الصور كثيراً ولن تؤثر في قراره لأنه محصن بقيم وإيمان لا تزحزحه الصغائر ولا الكبائر. 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تعلم على راحتك

من فترة جاءت برفيسور لندا هيل من هارفرد الى الكويت وكانت محاضرتها ليلاً ( يعني بدك تترك أولادك وبعد تعب الدوام واللي زي بنام  بدري فيها غلبة  كثير   ، وطبعا لازم تسجل وقصة) ، وكعادتي كتبت ملاحظات للاستفادة والإفادة من خلال مدونتي باقتباس تعليق أو جملة مفيدة أو مصدر مهم! لكني وجدت محاضرة لها على تيد  TED  شبيهة جداً بما قدمته لنا وها أنا أنشره لكم للفائدة ( هنا ) لأنها كانت محاضرة مميزة. رسالتي هنا ، أننا  حقاً محظوظون مقارنة بمن سبقونا ،  فنحن  نشهد وفرة كبيرة من المعلومات التي يمكن الاستفادة منها دون تعب أو سفر ، خصوصاً مع توفر الكثير من المصادر المتاحة دون تكلفة أو تكلفة بسيطة ، من خلال الانترنت سواء القصيرة أو الطويلة الممنهجة مثل  coursera , edx, udemy, Khan Academy, TED talk, HBR , MIT opencourseware    وطبعاً الكتب الالكترونية المتوفرة الآن بطريقة خيالية لا نحتاج إلى سفر (ولا نوصي حد من الجامعة الاردنية وهو نازل على الجسر: كما كنا نفعل أيام الجامعة في آواخر التسعينتات)    ، الآن مباشرة من أمازون كندل ،  أنا شخصياً تعلمت كثيراً ولا أبالغ إن قلت أنني تعلمت ذاتياً أكثر مما

الوقت المناسب لإعادة الهيكلة

رئيس تويوتا السابق يقول بما معناه "الوقت المناسب لإعادة هيكلة الأعمال هو عندما تكون الأمور جيدة "، هذه الفلسفة التي قد تكون غريبة في ظاهرها إلا أنها وراء النجاح الكبير لشركة تويتا التي تظل تطور وتحسن في نفسها على الدوام فلا تركن لنجاحها مهما دام.  قد تصلح هذه الفلسفة على المستوى الشخصي فيجب ألا يركن الإنسان لمهاراته ولياقته الحالية فلا يتحسن ولا يتطور ولا يتعلم فيضمر عقله وينفخ كرشه وتضعف عضلاته ويستسلم للزمان.

التعلم بالعمل

    لا تزال مشكلة الفجوة بين الأكاديميا والعمل مستمرة رغم مبادرات عديدة وورش عمل سخية، فالحلول ترقيعية وليست جذرية. المشكلة عميقة وبحاجة إلى تغيير في فلسفة عميقة تتغلغل في لب العملية التعليمية، حيث يوظف فيها التعليم لتحفيز التعلم، ذلك البركان الهامد الذي يتنظر الإشارات الإيجابية لينطلق وتنفجر طاقاته.  إذن ببساطة نحن بحاجة لكافة الأساليب التعليمية التي من شأنها إثارة ذلك البركان لينطلق وينخرط في الحياة ويتعلم منها ويواجه تحدياتها، فهو منها وسيخرج قريباً إليها فلماذا نحشره بين حيطان مؤسسات تقليدية وكأنه في سجن أو في غربة عنها.       أحد الأساليب وربما أنجعها في هذا المجال هو أسلوب التعلم المبني على المشاريع project-based learning. التعلم من خلال عمل مشاريع أو مهام ميدانية تنتشل الطلبة من مقاعد الدراسة التي تعتمد على حل أسئلة موضوعة ضمن قالب معين لتجيب عن سؤال معين من خلال كتاب معين إلى فضاء حقيقي يكون فيه مركز الحدث وقبطان السفينة، حيث يعطى الطالب الفرصة للتفكير في السؤال نفسه وجذوره وتحديد المعطيات والبحث عن الفرضيات والمعلومات اللازمة لفهم المسألة ومقابلة المعنيين لفهم آراءهم وتقمص وجه